لماذا لا تزال السيارات التي تعمل بالديزل شائعة في المملكة العربية السعودية في عام 2025؟

المملكة العربية السعودية:عالم السيارات يشهد ثورة في مجال المركبات الكهربائية، حيث يتركز الاهتمام عالميًا على وسائل النقل المستدامة. لقد دفعت موجة ارتفاع الغازات الدفيئة والأضرار البيئية، إلى جانب تلوث الهواء والمحدودية في احتياطيات النفط، قطاع السيارات نحو المركبات الصديقة للبيئة.
بينما يشهد العالم تحولاً تدريجياً نحو السيارات الكهربائية، بقيادة الصين بشكل رئيسي، فإن المركبات التقليدية التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي لا تزال موجودة وستبقى لفترة من الزمن.
وفي هذا السياق، لا تزال السيارات – والمركبات بشكل عام – تعتمد على الوقود الأحفوري مثل البنزين والديزل. وعندما يتحدث الناس عن مستقبل السيارات، نادراً ما يُذكر الديزل، ولكن في المملكة العربية السعودية عام 2025، لا يزال للديزل حضور قوي أكثر من أي وقت مضى. من سيارات البيك أب على الطرق الصحراوية إلى الشاحنات الثقيلة التي تنقل البضائع عبر المملكة، لا يزال الديزل يحتل مكانة مهمة ويهيمن على المشهد.
إذًا، عندما يبدو أن مستقبل وسائل النقل يتجه نحو الكهرباء والهجينة والهيدروجين، ما الذي يجعل الديزل لا يزال شائعاً؟ بالنسبة للبعض، قد يبدو الأمر مفاجئاً، لكن الأسباب واقعية وتجعل سيارات الديزل أكثر سهولة في الاستخدام، وأكثر إقناعًا، بل وأكثر توفيرًا من حيث التكلفة أيضًا.
دعونا نُفصِّل الأسباب التي تجعل سيارات الديزل لم تفقد شعبيتها هنا:
الميزة السعرية
الوقود في المملكة العربية السعودية أرخص مقارنة بمعظم دول العالم، وذلك بفضل تسعير الحكومة. ومع ذلك، يظل الديزل عادةً أقل تكلفة من البنزين. هذا الفارق البسيط في السعر يُحدث فرقًا كبيرًا إذا كنت تقطع آلاف الكيلومترات شهريًا. بالنسبة لكثير من السعوديين، لا تُستخدم السيارات فقط للتنقل داخل المدن. فالكثير من الناس يقطعون مسافات طويلة، مثل من الرياض إلى جدة، أو من الدمام إلى أبها — وهذه ساعات طويلة من القيادة. خزان الديزل يدوم لفترة أطول ولا يُستهلك بسرعة، مما يعني توقفات أقل وفواتير وقود أرخص.أما شركات الخدمات اللوجستية فتُدرك هذا بشكل أوضح. فعندما تُدير أسطولًا من الشاحنات، فإن كل ريال يتم توفيره في الوقود يُحدث فرقًا كبيرًا عند تطبيقه على مئات المركبات. بالنسبة لهم، الديزل ليس خيارًا تفضيليًا — إنه منطق اقتصادي بحت.
البنية القوية
المملكة العربية السعودية بلد شاسع، إذا نظرنا إلى الامتداد الجغرافي. نحن محظوظون بمساحة أرضية واسعة. القيادة بين المدن الكبرى تعني غالبًا ساعات طويلة على الطريق، مع القليل من المحطات أو الخدمات في المنتصف. هذا ليس مثل أي مكان آخر في العالم، حيث المدن قريبة من بعضها البعض ووسائل النقل العامة تُغطي الفجوات. هنا، السيارة هي الملك، والاعتماد على المركبة، والموثوقية، والقدرة على التحمل تُحدث فرقًا كبيرًا.
وهنا يظهر دور تكنولوجيا الديزل؛ فهذه المحركات صُممت خصيصًا لهذا النوع من الاستخدام. إنها تقدم عرضًا مقنعًا — عزم دوران قوي، مما يعني قدرة سحب كبيرة حتى عندما تكون السيارة محمّلة بالركاب أو البضائع. وعلى الطرق السريعة الواسعة، تكون قيادتها في غاية السلاسة، لدرجة أنك بالكاد تجد بديلاً يضاهيها. وعندما تحتاج إلى تجاوز مركبة أبطأ على طريق طويل، فإن عزم الديزل يجعل ذلك سهلاً. صدق أو لا تصدق، السائق العادي، أو رجل الأعمال، أو حتى العائلات يُقدّرون هذا الأمر أيضًا. سيارات الدفع الرباعي الكبيرة، وكثير منها يعمل بالديزل، لا تزال شائعة في الرحلات البرية. احمِل السيارة بالأطفال، والحقائب، والمؤن، وسيظل محرك الديزل يُوفر قيادة سلسة وثابتة.
التحمُّل (المتانة)
جانب آخر معتاد في بلادنا هو الطقس، والذي لا يرحم الآلات الضعيفة. الصيف هنا شديد القسوة، والحرارة لا تُطاق. الغبار والرمال لا يتوقفان. أي سيارة غير مصممة لتحمُّل هذه الظروف ستُعاني بلا شك. مرة أخرى، محركات الديزل تتميز بتاريخ طويل من الموثوقية، ولها سمعة قوية من حيث المتانة. ومع الصيانة المناسبة، يمكن أن تعمل لمسافات تصل إلى مئات الآلاف من الكيلومترات. ولا تتآكل بسرعة، حتى تحت الأحمال الثقيلة أو ظروف القيادة لمسافات طويلة.لهذا السبب، لا يزال الكثير من السعوديين، خاصة في المناطق الريفية، يفضلون سيارات الديزل. فهم يعرفون أن المحرك سيستمر في العمل سنةً بعد سنة.
أما مشغلو الأساطيل، فلا يمكنهم التفكير في شيء غير الديزل – ولأسباب عملية ومبررة. خذ على سبيل المثال الحافلات، الشاحنات، والفانات؛ التوقف عن العمل يُكلّف الكثير. محرك ديزل موثوق يستطيع العمل في الظروف القاسية يُعتبر أكثر قيمة من أي تقنية جديدة لامعة.
القوة والثقافة
عند النظر إلى مبيعات السيارات في السعودية، من السهل ملاحظة ما يهيمن على السوق — سيارات الدفع الرباعي والبيك أب تبرز بوضوح. سيارات مثل تويوتا لاند كروزر، نيسان باترول، فورد F-150، وشفروليه سيلفرادو أصبحت أسماء مألوفة منذ عقود، ولأسباب وجيهة. العديد من هذه الطرازات تتوفر بمحركات ديزل، وغالبًا ما يختارها السائقون الذين يستخدمونها للرحلات البرية أو السحب الثقيل.
الديزل ليس عن السرعة، بل عن القوة الثابتة والموثوقة. خذ القيادة في الصحراء كمثال؛ سيارة دفع رباعي تعمل بالديزل وتتمتع بعزم دوران عالٍ تتعامل مع الرمال الناعمة بشكل أفضل من نظيرتها التي تعمل بالبنزين، خاصة عند تحميلها بالكامل. بالنسبة لأي شخص يقضي عطلات نهاية الأسبوع في التخييم بالصحراء، يبدو الديزل الخيار الأذكى.وينطبق الأمر نفسه على شاحنات البيك أب. المزارعون، وعمال البناء، وشركات النقل يفضلون الديزل لأنه يمنحهم القوة التي يحتاجونها. ومتى ما ترسخت هذه العادة، فإنها تنتقل أيضاً إلى اختيارات السيارات الشخصية.
تكلفة الامتلاك
إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من الوقود والمتانة، نجد أن سيارات الديزل تحتفظ بقيمتها بشكل جيد في السعودية. حتى السيارات المستعملة من فئة البيك أب والدفع الرباعي التي تعمل بالديزل تحظى بطلب مستمر، خاصة في المناطق الريفية والصناعية. وهذا يجعلها خيارًا أكثر أمانًا للمشترين الذين قد يرغبون في البيع أو الترقية لاحقًا. هناك عيب بسيط يتمثل في أن صيانة محركات الديزل قد تكون أعلى تكلفة مقارنة بمحركات البنزين، لكن العمر الافتراضي الأطول يُعوّض ذلك في العادة. أما المالكون الذين يقطعون مسافات طويلة، فغالبًا ما يجدون أن الديزل أقل تكلفة على المدى البعيد.
التحوّل البطيء نحو البدائل
كما ناقشنا في البداية، المركبات الكهربائية قادمة — فهي مستقبل التنقل في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في المملكة العربية السعودية. حتى حكومتنا تشجع على اعتماد السيارات الكهربائية، إذ تستثمر بشكل كبير في محطات الشحن والتنقل النظيف. كما أن شركة "لوسيد" لصناعة السيارات الكهربائية الفاخرة أنشأت مصنعًا لها هنا في المملكة، وهذا يعزز التوجه بشكل أكبر، مع دخول عدد كبير من شركات السيارات الكهربائية الصينية إلى السوق المحلي.الجيل الأصغر من المشترين يُبدي اهتمامًا واضحًا بالسيارات الكهربائية، فهي بالفعل مخصصة للأجيال الجديدة — أنيقة، عصرية، ومليئة بالتقنيات الحديثة.
لكن، هذا توجه تدريجي، والانتقال لا يحدث بين عشية وضحاها. العديد من المشترين لا يزالون مترددين، ولأسباب واضحة. فهناك مخاوف تتعلق بوقت الشحن وإيجاد محطات شحن خارج المدن الكبرى. بالنسبة لمن يقود بانتظام من الرياض إلى مكة، فإن خزان البنزين أو الديزل يبدو أكثر أمانًا من الاعتماد على بنية تحتية للشحن لا تزال في طور التوسّع.ثم نأتي إلى "الفيل في الغرفة"، وهو بالطبع السعر، والذي يُشكّل العامل الأهم لكل مشترٍ، سواء كان يبحث عن سيارة اقتصادية أو فاخرة. لا تزال السيارات الكهربائية مرتفعة الثمن مقارنة بالمركبات التقليدية. وحتى تنخفض الأسعار بشكل أكبر، ستظل سيارات الديزل والبنزين الخيار الأكثر توفرًا وسهولة لغالبية المشترين.
سهولة الاستخدام
سبب ثاني لخلي سيارات الديزل ثابتة ويصعب استغناؤها هو العادة اللي تربّت عليها الأجيال. كثير من العوائل عندهم سيارات دفع رباعي أو بيك أب ديزل من زمان، ودايمًا مشغلي الأساطيل، شركات الشحن والنقل يختارون الديزل لأنه يعطيهم المزايا اللي يحتاجونها. نفس الشيء عند المزارعين ورجال الأعمال، يثقون فيه. العادات هذه ما تتغير بسهولة، حتى لو جات تقنيات جديدة.المشترين يعرفون بالضبط إيش يتوقعون من سيارات الديزل — من ناحية الصيانة، والوقود، وطريقة القيادة. بالنسبة لفئة كبيرة من الناس، اللي يختارونه هو الشي اللي يحسون معه بالراحة، والتغيير صعب خاصة لما البديل يكون جديد وغير مضمون في السوق السعودي.
دفع الحكومة
كلنا عارفين إن الحكومة في السعودية مثل باقي دول العالم، قاعدة تتحرك تدريجياً نحو التنقل الأنظف. هذا توجه لا رجعة فيه لمستقبل كوكبنا، وخطة رؤية 2030 واضحة في أهدافها الطموحة لاعتماد السيارات الكهربائية في المملكة. في مبادرات كثيرة مثل الدعم المالي، شبكات الشحن، وحتى تصنيع السيارات الكهربائية محلياً، وكلها جزء من هذه السياسة.ومع هذا كله، واضح إن الديزل ما راح يختفي فجأ.
في قطاعات النقل، مثل الشاحنات، الحافلات، والآليات الثقيلة، تعتمد عليه بشكل كبير، واستبدالها ما بيصير بسرعة، خاصةً إذا ما كان فيه بديل قوي للمستخدمين الكبار.إلى أن يصير هذا، من المتوقع إن تكنولوجيا الديزل الأنظف وأنظمة التحكم في الانبعاثات تلعب دور مهم. خلال العقد الجاي، ممكن نشوف زيادة في السيارات الهجينة والكهربائية خصوصاً في المدن. لكن في المناطق الريفية وللاستخدامات الثقيلة، الديزل بيظل له مكانة مهمة ومطلوبة.
الخلاصة
سيارات الديزل في السعودية ما هي مجرد موضة أو ترند، لكنها تمثل شي أكبر بكثير — هي عن الواقعية والعملية. تكلفتها في التشغيل معقولة، مناسبة للمسافات الطويلة، توفر راحة وتحمل في الظروف القاسية، وكمان مألوفة وسهلة الاستخدام. كل هذا يدل إن الديزل راح يظل موجود، وحتى مفضّل عند كثيرين.التقنيات المواكبة مثل السيارات الكهربائية، الهجينة، والهيدروجين بتتطور وتنمو وتنضج مع الوقت، وسيارات البنزين برضه بتستمر في البيع.
بس في الوقت الحالي، في 2025، الديزل لا زال جزء من حياتنا اليومية على طرق السعودية. وطالما العوائل، والأساطيل، والمزارعين يحتاجون قوة موثوقة بتكلفة معقولة، الديزل ما راح يختفي قريبًا.
موديلات نيسان سيارة
أخبار السيارات والتقييمات
- أحدث
- الشهيرة
قد تكون مهتمًا أيضًا بـ
- أخبار
- قصص مميزة
مميز سيارة
- أحدث
- القادمة
- الشهيرة